أخبار ومقالات

امكانية الوصول إلى رعاية صحية هو حق للجميع

أفكار
آية آغابي
May 4, 2018
يعتقد الكثير من الناس في الأردن أنه من السهل على الجميع الوصول إلى طبيب أو عيادة أو مستشفى عندما يحتاجون رعاية صحية. كل عام، لدينا الآلاف من الأطباء يتخرجون من الجامعات في جميع أنحاء الاردن لذلك القضية ليست عدم توافر الرعاية الصحية، ولكن المشكلة في القدرة على الوصول إلى هذه الرعاية فيما يتعلق بإمكانية الوصول والتهيئة البيئية. بعد حصولي على إصابة في النخاع الشوكي وترك المستشفى، أصبح الوصول إلى طبيب وعلاج صحي من أكبر التحديات في حياتي كل مرة احتاج فيها إلى عناية طبية. ان ايجاد طبيباً متخصصا لمعالجتي يعتمد على إمكانية الوصول إلى عيادتهم أو إذا يقبلون الحضور لمعالجتي في منزلي بدلاً من اختيار الطبيب بناءً على خبرتهم أو سمعتهم. في كثير من الأحيان، يتطلب على أمي الذهاب لرؤية الأطباء نيابة عني وشرح لهم حاجتي الطبية دون ان يتمكن  الطبيب من تشخيص حالتي شخصيًا لأنه لم يكن من السهوله لي الوصول إلى عياداتهم. في بعض الأحيان، كنا نحجز موعدًا في عيادة الطبيب فقط للوصول إلى هناك والاكتشاف أنني لا أستطيع الدخول إلى المبنى الذي توجد به العيادة لعدم تهيئه المبنى.
 
قبل بضع سنوات، تسربت علي قهوة ساخنة جدا وحرقت الجانب كله من بطني. كنت بحاجة لرؤية طبيب بسرعة لأن الحروق كانت سيئة جدا. اتصلت أمي بطبيب معروف في الأردن، يعرف عائلتي وحالتي، ومتخصص في الجراحة التجميلية والحروق وحددت موعدًا لرؤيته. سألت امي السكرتيرة  إذا كان يمكن لي الوصول إلى العيادة، وأخبرتها السكرتيرة أنني يمكن دخول المبنى بسهولة. أخبرتها أيضا بأنني حرقت بشدة وأخبرتها السكرتيرة بأنني سأحصل على موعد أولي لرؤية الطبيب. كنت محظوظة يومها لأنني ذهبت إلى هذا الموعد مع أمي وخالتي وأختي لأنه بمجرد وصولنا وجدنا أن مدخل المبنى كان أمامه ٨-١٠ درجات. كان على أمي وخالتي وأختي أن يحملوني على الدرج لأهميه مراجعه الطبيب، وبمجرد أن وصلت إلى العيادة، اكتشفنا أن الطبيب لم يكن موجودًا هناك واحتاج إلى ساعة تقريبا للعودة. بعد ٣٠ دقيقة من الانتظار، سألتنا السكرتيرة عن سبب وجودنا في العيادة وأخبرتها أمي بأنني حرقت جسمي. ثم ردت بالقول إن الطبيب توقف عن علاج مرضى الحروق منذ فترة ولن يقبل برؤيتي. لم نصدق ذلك لأننا نعرف هذا الطبيب شخصياً وهو يعرف وضعي، بالإضافة إلى أن أمي قد شرحت عبر الهاتف عندما حددت الموعد انني محروقة واستخدم الكرسي المتحرك وانها حاله طارئه. قررت خالتي الاتصال بالطبيب لإقناعه بمعالجتي ورفض. بعد ساعة من الكفاح للوصول إلى العيادة والانتظار لرؤية الطبيب، اضطررت إلى المغادرة والبحث والعثور على طبيب آخر مستعد للقدوم إلى منزلي ومعالجتي لأننا لم نتمكن من العثور على أي طبيب عنده عيادة مهيئة للاشخاص ذوي الاعاقة الحركية. هذا واحد من العديد من التجارب التي مررت بها ولم أستطيع الوصول إلى طبيب والحصول على الرعاية الطبية التي أحتاجها مثل أي شخص آخر بسبب اعاقتي الحركية.
 
الوصول إلى الرعاية الصحية حق وليس امتيازًا. يجب أن أكون قادرة على الذهاب إلى أي طبيب أريده دون الحاجة إلى القلق بشأن السلالم، إذا سُمح لي بالوقوف في موقف سيارات المبنى تحت الأرض حتى أتمكن من الدخول إلى المبنى أو موقف السيارات في الشارع أو أي عوائق أخرى ذات حلول بسيطة. يجب أن تكون العيادات واضحة أيضًا بشأن إمكانية الوصول إليها والخدمات التي تقدمها حتى لا يضطر أي شخص إلى مواجهة المشكلة التي مررت بها ولم أتمكن من الحصول على العلاج اللازم. تشمل إمكانية الوصول أيضًا إمكانية الوصول إلى المعدات والخدمات الطبية. على سبيل المثال، مرات عديدة أسرة الفحص مرتفعة جدا ولا يمكن تعديل ارتفاعها بحيث لا يمكن للأشخاص الذين عندهم إعاقة حركية الانتقال إليها بسهولة. أيضا، النساء اللواتي عندهن إعاقة حركية لا يستطعن الوصول إلى أجهزة التصوير الاشعة للفحص لسرطان الثدي او عنق الرحم، وذلك لأنه يستوعب فقط النساء القادرات على الوقوف. جميع الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم نفس احتياجات الرعاية الصحية مثل أي شخص آخر في المجتمع ويتطلبون الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية مثل أي شخص آخر. يجب أن تكون جميع العيادات ومقدمي الرعاية الصحية والمستشفيات مهيئة للجميع.
 
حضر المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة فيديو رائعًا يوضح الصعوبات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة في أكثر الشوارع شهرة في عمان عندما يتعلق الأمر بالعيادات ومقدمي الرعاية الصحية، شارع الخالدي. يرجى مشاهدته!
 
 

 

 
تابع اجدد الاخبار والمقالات والمعلومات عن اكسسبل جوردن على صفحاتنا على فيسبوك وانستغرام.
لا يوجد تعليقات